الذكاء العاطفي

الذكاء العاطفي

الدكتور مارك براكيت يدرس الطرق التي تؤثر بها العواطف على علاقاتنا، الصحة العقلية، اتخاذ القرارات والأداء الأكاديمي والوظيفي. يرأس الدكتور براكيت مركز يال للذكاء العاطفي ويساعد ،بالتعاون مع فريقه، المدارس في أمريكا على تعليم الطلاب أساسيات الذكاء العاطفي. يبين بحثهم أن القدرة على تسخير العواطف يساعد كلاً من الأطفال والبالغين على الازدهار في المدرسة والمنزل والحياة اليومية. إليكم إجابات الدكتور براكيت على أسئلة قام موقع webMD بطرحها عليه.

ما هو الذكاء العاطفي؟

الذكاء العاطفي هو الطريقة التي ندرك بها عواطفنا. نحن نراها كمجموعة من المهارات:

  • تمييز العواطف.
  • فهم مسببات وعواقب هذه العواطف.
  • وسم العواطف.
  • التعبير عن العواطف بطريقة سليمة.
  • تنظيم العواطف بشكل مناسب.

لماذا يعتبر الذكاء العاطفي هامّاً؟

العواطف مهمة للعديد من الأسباب. أولاً للتنبه والتعلّم حيث أن قدرتنا على التعامل مع المشتتات أثناء العمل أو الاختبار يساعدنا على التركيز وأداء أفضل ما لدينا. كما تؤثر المشاعر على اتخاذ القرارات وإصدار الأحكام. على سبيل المثال، بينت دراسة أن مشاعر المعلّم تحفز الطريقة التي يقيم بها طلابه. ثالثاً هي جودة العلاقات، كيف نشعر وكيف نوظف مشاعرنا يؤثر على الطريقة التي يتعامل معنا بها المحيطين. المشاعر عبارة عن إشارات تخبر المحيطين إما أن يقتربوا أو يبتعدوا عنا. السبب الرابع هو الصحة العقلية والجسمية، إن لم تكن لدينا استراتيجيات ،على سبيل المثال، للتعامل مع الحزن أو اليأس قد يؤدي في النهاية إلى الإكتئاب. تماماً مثل مشاعر الهلع التي تؤدي في نهاية المطاف ،إن لم يتم التعامل معها، إلى القلق الدائم. أخيراً تساعد المشاعر على تحسين أدائنا في المدرسة أو العمل. الحياة مليئة بالمخيبّات، المحبّطات وردود الفعل السلبية وإن لم تكن لدينا استراتيجيات للتعامل مع هذه التجارب الصعبة سينتهي بنا الأمر إما بالإستسلام أو عدم النجاح.

ما المفاهيم الخاطئة المنتشرة التي تخص الذكاء العاطفي؟

يرى العديد من الاشخاص أن الذكاء العاطفي مهارة غير مهمة أو لا يمكن قياسها. نحن نرى الذكاء العاطفي مجموعة من المهارات الهامّة. قمنا بالعديد من الدراسات التي قسنا بها الذكاء العاطفي للأطفال والبالغين ووجدنا أن الأشخاص ذوي الذكاء العاطفي أفضل صحة وأكثر سعادة، لديهم علاقات اجتماعية أفضل ولديهم مشاكل أقل في عملهم. كما تم تقييمهم كقياديين فاعلين. مختصر الحديث أننا وجدنا أن هذه المشاعر تحدث فرقاً.

هل الذكاء العاطفي أمر يولد مع الإنسان أو يتعلمه؟

بعضه يولد مع الإنسان ولكن معظمه يتعلمه. على سبيل المثال، الإنسان لا يولد مع لغة للتعبير عن المشاعر يجب أن يتم تعليمك الكلمات التي تساعد على شرح مشاعرك. ينطبق الأمر على تنظيم المشاعر. لا يمكن للإنسان أن يولَد مع استراتيجيات فعالة لتنظيم المشاعر. إن ولِدت في منزل يقوم الأهل به بالصراخ، الضرب والإهمال فهذا ما سوف تتعلمه. أما إن ولِدت في منزل يسألك الوالدين عن مشاعرك، يبحثون عن أسباب هذه المشاعر ويعلمونك استراتيجيات التعامل مع مشاعرك سوف تتعلم الذكاء العاطفي.

ما دور المدارس في تعليم الأطفال الذكاء العاطفي؟

لدينا منهج يشمل المهارات الخمسة الخاصة بالذكاء العاطفي والتي ذكرناها سابقاً. أول أداه نقوم بتعليمها هي سفينة الذكاء العاطفي. تسمح هذه السفينة الطلاب بمشاركة كيف يرغبون بالشعور في صفهم وهذا يساعد على جعل الغرفة الصفية مكاناً يشعر به الطلاب بالأمان في التحدث عن مشاعرهم. الأداة الثانية تدعى مقياس المزاج وتحتوي على أربعة أرباع كل ربع يمثل عائلة محددة من المشاعر، الأصفر هو السعادة والحماس، الأحمر للقلق والغضب، الأزرق للشعور بالإحباط والأخضر للهدوء والإطمئنان. يتعلم الطلاب كيفية تحديد مشاعرهم وفقاً لمقياس المزاج والذي يساعدهم على بناء الوعي الذاتي للمشاعر. أما الأداة الثالثة تدعى لحظة الفوقية، تساعد الطلاب على تحمّل المشاعر القويّة بحيث يستطيعون التعامل مع المواقف الصعبة والمحفزات المختلفة. وأخيراً الأداة الرابعة تدعى الطبعة الزرقاء أو المخطط والتي تساعد الطلاب على حل الصراعات وتفهم الإختلافات في وجهة نظر الأشخاص. يستعمل البالغين ذات الأدوات الخاصة بمهارات الذكاء العاطفي.

كيف تساعد هذه الأدوات الطلاب على التعلم بشكل أكثر فعالية؟

وجد بحثنا أن تضمين هذه الأدوات في المدارس يغير العديد من الأمور. تصبح الغرف الصفية مكاناً أكثر دفئاً، أكثر تفاعلاً بين المعلمين والطلاب وتفاعلاً أكثر للطلاب. كما وجدنا تحولات في الحالة العاطفية للطلاب. عندما يطور الطلاب مهارات الذكاء العاطفي لديهم يصبحون أقل توتراً، أقل حزناً وأفضل أكاديمياً.

يرى بعض المعلمين أن تعليم الذكاء العاطفي موضة عابرة وأن أهميتها مبالغ بها، ما رأيك؟

مشاعرنا في عقلنا تماماً كالأفكار ويعملون معاً في كل لحظة وفي كل يوم من اللحظة التي يولد بها الإنسان إلى لحظة الوفاة. حتى نعترف أن المشاعر مهمة وأنها تؤثر على كل وظائفنا، من قراراتنا إلى علاقاتنا الإجتماعية إلى صحتنا فلن يحتاج المجتمع إلى المعاناة بعد ذلك. المعلمين الذين لا يأخذون الذكاء العاطفي على محمل الجد يؤثرون سلباً بعدة طرق على شباب مجتمعنا لأن الأبحاث بينت بشكل واضح أن الأطفال الذين ينمون هذه المهارات يكون أدائهم أفضل. وبينت الأبحاث بشكل واضح ايضاً أن المدارس التي تعتمد هذه الممارسات تكون نتائجها أفضل.

كيف يساعد تطبيق الذكاء العاطفي على تجهيز المراهقين لحياتهم لاحقاً؟

نحن نحتاج إلى مهارات الذكاء العاطفي للقدرة على تحمل التغييرات بشكل فعال. إن لم يحدث ذلك ستسيطر عواطفنا علينا عند الشعور بالغضب والإحباط. كما أن الذكاء العاطفي مهم للتنقلات الجامعية حيث أن رفقائك الجامعيين يؤثرون عليك بشكل أكبر من والديك وستتعرض لمواقف تحتاج بها اتخاذ قرارات صعبة واحتمالية اتخاذ القرار الأقل فعالية عالياً إلا إن كانت لديك مهارات متطورة للذكاء العاطفي. بينّا في بحثنا أن طلاب الجامعة الذين لديهم مهارات ذكاء عاطفي غير متطورة أكثر عرضة للشرب، المخدرات والقيام بسلوكيات خطرة. نحن نرى الذكاء العاطفي كعازل للطلاب من هذه النتائج السلبية. وبعد التخرج وعندما تعمل في شركة مديرها صعب الطباع، زميل كسول أو عميل لا يمتلك مهارات جيدة ستحتاج إلى ذكاء عاطفي للتعامل معهم.

في المختصر أنت تحتاج مهارات الذكاء العاطفي من المهد إلى اللحد.

المصدر

شارك المقال

شاهد أيضاً

محتويات صيدلية المنزل

ماذا يجب أن تحتوي صيدلية المنزل

هل انت بصدد انشاء صيدلية صغيرة في منزلك ؟ عادة ما يتعرض احد افراد الاسرة …