تضخم الغدة الدرقية

تضخم الغدة الدرقية

ما هي الغدة الدرقية؟

الغدة الدرقية تتواجد في الرقبة وتعتبر واحدة من أكبر الغدد الصماء الموجودة في الجسم. تتحكم الغدة الدرقية بسرعة استخدام الجسم للطاقة المختزنة، تصنيع الجسم للبروتين وتتحكم بمدى حساسية الجسم للهرمونات الأخرى. وتقوم بعملها عن طريق إفراز الهرمونات الدرقية (T3 وT4).

ما هو تضخم الغدة الدرقية؟

مصطلح “تضخم الغدة الدرقية” يطلق على زيادة غير طبيعية في حجم الغدة الدرقية. من الضروري معرفة أن تضخم الغدة الدرقية لا يعني بالضرورة أن عمل الغدة الدرقية قد تم تعطيله. ومن الممكن أن يحدث التضخم في الغدد التي تنتج كمية كبيرة جدا من الهرمونات (فرط نشاط الغدة الدرقية) أو كمية قليلة جدا (ثبوط الغدة الدرقية) أو حتى في الغدة التي تنتج الهرمونات بشكل طبيعي. تضخم الغدة الدرقية يعني أنها تعرضت لحالة أدت إلى أن تنمو بشكل غير طبيعي.

مسببات تضخم الغدة الدرقية

واحدة من المسببات الرئيسية لتضخم الغدة الدرقية في العالم هو نقص اليود. إن النشاط الرئيسي للغدة الدرقية هو تركيز اليود من الدم لتصنيع هرمونات الغدة الدرقية. وعندما ينقص اليود لا تتمكن الغدة من إنتاج الهرمونات. وكنتيجة لذلك يتكون لدى الشخص هبوط في عمل الغدة الدرقية وهي حالة تتنبه لها الغدة النخامية في الدماغ حيث تتنبه إلى أن مستوى هرمون الغدة الدرقية في الجسم منخفض مما تدفعها بإرسال إشارات إلى الغدة الدرقية عن طريق الهرمون المحفز للغدة الدرقية. مما يحفز الأخيرة على إنتاج المزيد من الهرمونات والزيادة في الحجم. هذه الزيادة الغير طبيعية في الحجم هي ما يطلق عليها اسم “تضخم الغدة الدرقية”.
التهاب الغدة الدرقية الناتجة عن مرض هاشيموتو هو أيضا واحدة من المسسبات الرئيسية لتضخم الغدة الدرقية. وهو مرض مناعي بحيث يحدث تدمير للغدة الدرقية عن طريق الجهاز المناعي الخاص بالجسم. وكلما يتم تدمير أكبر للغدة كلما كانت أقل قدرة على إنتاج الهرمونات مما يحفز الغدة النخامية على إفراز هرمون المنشط للغدة الدرقية والذي يؤدي إلى زيادة حجم الغدة الدرقية كما ذكرنا في النقطة السابقة.
مرض غريفز هو أيضا من الأمراض المسببة لتضخم الغدة الدرقية. في هذه الحالة يقوم الجهاز المناعي بإفراز بروتين يدعى “غلوبولين مناعي منشط للغدة الدرقية” والذي يقوم بتنشيط الغدة الدرقية وتحفيزها على زيادة حجمها بما يسبب التضخم. وبما أن الغدة النخامية تتنبه أيضا لزيادة إفراز الهرمونات الدرقية فإنها تتوقف عن إفراز الهرمون المنشط للغدة الدرقية ولكن ومع وجود البروتين المحفز للغدة الدرقية فإن الغدة لا تتوقف عن النمو وإنتاج الهرمونات فبالتالي مرض غريفز يسبب تضخم الغدة الدرقية وفرط إنتاج هرمونات الغدة الدرقية.
التضخمات الدرقية المتعددة العقدية هي سبب شائع آخر لتضخم الغدة الدرقية. في هذه الحالة تتواجد واحدة أو أكثر من العنقودات في الغدة بما يسبب التضخم في الغدة الدرقية. بالعادة يتم كشفها عن طريق الشعور بالعقيدات عند الفحص الطبي وقد تظهر إما عقدة واحدة كبيرة أو عدة عقد صغيرة في الغدة. من المشاكل المرتبطة في هذه الحالة أنه وعندما تكون ما تزال في بدايتها وحجم العقيدات صغيرة جدا قد يكون من الصعب اكتشافها ولا تكون واضحة كالحالات السابق ذكرها.
بالإضافة إلى الأسباب الشائعة التي ذكرناها يوجد أسباب أخرى أقل شيوعا منها الخلل الجيني، التهاب في الغدة الدرقية أو الأورام (الحميدة أو الخبيثة).

تشخيص المرض

يتم تشخيص المرض عن طريق الفحص السريري عندها يرى الطبيب هذا التضخم. على كل حال التضخم في الغدة الدرقية يعني أن هناك مسببا يجب أن يتم تحديده.
الخطوة الأولى تكون بعمل فحص وظائف الغدة الدرقية لتحديد إن كانت الغدة الدرقية نشطة جدا أو خاملة بحيث يتم تحديد الفحوصات اللاحقة بناء على نتائج هذا الفحص.
إذا كانت الغدة الدرقية متضخمة والمريض يعاني من فرط نشاطها سيطلب الطبيب فحوصات لاستثناء بعض الأمراض كمرض غريفز أو التهاب الغدة الدرقية المرتبط بمرض هاشيموتوز. من الفحوصات الأخرى المسح الضوئي المشع لليود، الفحص بالموجات الفوق صوتية للغدة أو عمل خزعة للغدة.

العلاج

يعتمد نوع العلاج على مسبب المرض. إذا كان السبب هو نقص في اليود المكتسب من الغذاء سوف يقوم الطبيب بوصف المكملات الغذائية المحتوية على اليود مما يؤدي إلى أن يصغر حجم الغدة ولكن في العادة لا تعود إلى حجمها الأصلي.
أما إذا كان المسبب هو التهاب الغدة الدرقية المرتبط بمرض هاشيموتو وكان المريض يعاني من ثبوط الغدة الدرقية فيتم وصف هرمون على شكل حبة دواء تؤخذ يوميا. هذا النوع من العلاج يعيد الهرمونات إلى مستوياتها الطبيعية في الدم ولكن لا يعالج التضخم بشكل كامل. مع أن العلاج من الممكن أن يقلل من حجم الغدة إلّا أن وجود بعض الخلايا الندبية قد تمنعها من أن تصبح صغيرة بالدرجة المطلوبة ولكن العلاج كاف بمنع الغدة من التضخم. ومع أن بعض الأشخاص يفضلون خيار الجراحة إلّا أنه ليس الإجراء المعتمد.
إذا كان السبب هو فرط نشاط الغدة الدرقية سيكون العلاج معتمدا على مسبب هذا الفرط في النشاط. في بعض الحالات يكون العلاج تاما للتضخم مثلا عندما يتم علاج مرض غريفز باليود المشع فإن النتيجة تكون نقصان أو حتى اختفاء التضخم بشكل كامل.
في حالات عديدة من تضخم الغدة الدرقية كالتضخمات الدرقية متعددة العقدية تكون مرتبطة بمستوى طبيعي من الهرمونات وفي هذه الحالة لا يحتاج المريض للعلاج ولكن يجب أن يتم فحص وظائف الغدة بشكل دوري حيث أن إحدى الحالتين (فرط أو ثبوط في نشاط الغدة) قد يحدث مستقبلا.

أما في حالة أن حجم الغدة يسبب مشكلة كأن تسد مجرى التنفس فقد يقترح الطبيب إجراء جراحة لإزالة التضخم.

بغض النظر عن المسبب لا بد من إجراء فحص دوري سنوي للغدة الدرقية بمجرد أن يتم تشخيص تضخم الغدة الدرقية لدى المريض.

شارك المقال

شاهد أيضاً

الإمساك

علاجات طبيعية للإمساك

يعتبر الإمساك من المشاكل الشائعة جداً وقد يعود سببه إلى الأطعمة التي يتناولها الشخص أو …