استضاف برنامج “المشروع” السياسي الأسترالي إيريك أبيتز وقد تم سؤاله عن إن كان يعتقد أن سرطان الثدي مرتبط بالاجهاض وكانت إجابته: “نعم، هناك دراسة تعود للخمسينيات من القرن الماضي تؤكد أن هنالك رابطا بين سرطان الثدي و الاجهاض”.
على أية حال نسخ المقابلة تبين أن أبيتز قد لا يكون حصل على الفرصة الكافية لشرح رأيه.
مع ذلك أدت ملاحظته إلى أن تقوم منظمة الصحة الأسترالية برد حاسم متأملة أن لا يقوم هذا التصريح بإعادة المناظرات القديمة إلى الساحة. رئيس المنظمة البروفيسور بريان أولير وضح أن أبيتز أخذ اعتقاده من دراسة قديمة لسرطان الثدي تم تحريفها لتخدم أيدولوجية مناهضة للإجهاض. حيث أن هذه المعلومات لم يتم دعمها بأي من الدراسات الطبية الحديثة.
مع ذلك بدأت الإشاعات بالإنتشار عبر مواقع الإنترنت بأن الإجهاض مرتبط بسرطان الثدي. إذن إذا كانت ما ذكرته المنظمة صحيح من أين انتشرت هذه الإشاعات؟
انتشرت الشائعات بعدما لجأ الناس للمصدر الذي ذكره أولير و هي دراسة نشرت في التسعينيات من القرن الماضي وربطت ما بين الإجهاض وسرطان الثدي ولكن اكتشف لاحقا أن الدراسة تم تحريفها وأن السيدات اللواتي أجريت عليهن الدراسة قاموا بتغيير الحقائق بما يتناسب و مصلحة إحدى المناظرات.
كما وأكدت اللجنة المختصة في الطب النسائي لدى الكلية الأمريكية لطب النسائية و العقم أن دراسات حديثة موثوقة أثبتت أنه لا توجد علاقة بين الإجهاض و سرطان الثدي.
وقد اتبعت اللجنة البروتوكولات الموثوقة و الطرق الصحيحة لتبيين نتائجها بموضوع سرطان الثدي و الإجهاض والتي ذكرتها الدراسات القديمة.
دراسات أخرى تم اجراؤها لنفس الموضوع تم نشرها أيضا للعامة بما فيها دراسة أجريت عن طريق المنظمة الوطنية للسرطان في الولايات المتحدة الأمريكية و التي توصلت للنتائج التالية:
” النساء اللواتي تعرضن للإجهاض المتعمّد لديهن نفس نسبة خطر الإصابة بسرطان الثدي كالنساء الأخريات”
” النساء اللواتي تعرضن للإجهاض الغير متعمّد لديهن نفس نسبة خطر الإصابة بسرطان الثدي كالنساء الأخريات”
” الأنواع الأخرى من السرطان غير مرتبطة بالإجهاض سواء المتعمّد أو الغير متعمّد”
و يعود ويؤكد قسم “علم مسببات السرطان” في المنظمة أنه لا توجد أية علاقة بين الحمل الغير مكتمل و الإصابة بسرطان الثدي.
كما ذكرت المدوّنة لارا هاففمان في مدوّنة “هاففينغتون” في موضوع “استعمال المعلومات القديمة في جدال قرارات الحياة” إلى أن الموضوع واضح بأن الإجهاض و سرطان الثدي غير مرتبطان.
كما أضافت: “استخدام مرض سرطان الثدي وهو مرض مميت وسيودي بحياة 40000 إمرأه في عام 2014 لخدمة مناظرة هو شئ مقرف.”