الربو

مرض الربو

ما هو مرض الربو؟

الربو هو مرض مزمن يصيب الرئتين حيث تنتفخ و تضيق الشعب الهوائية. يؤدي الربو إلى الإصابة بنوبات متكررة من الصفير، تضيق الصدر، قصور في التنفس و السعال، كما أن المصابين أكثر عرضة للإصابة بالسعال في الليل أو الصباح الباكر.
لا يوجد عمر محدد للإصابة بالربو حيث أنه يصيب الأشخاص في جميع الأعمار و لكنه يبدأ عادة في مرحلة الطفولة.

أنواع مرض الربو:

١. الربو الذي يبدأ في الطفولة

وهو الربو الذي يبدأ في مرحلة الطفولة بالعادة يكون المسبب أن الطفل تعرض لحساسية من مسببات حساسية شائعة موجودة في الجو المحيط و على الأغلب يكون السبب جيني.
المواد المسببة للحساسية هي أي مادة تدخل الجسم و يعاملها على أنها جسم غريب مما يؤدي إلى تحفيز عمل الجهاز المناعي. هذه المواد تختلف بشده بين الأفراد و عادة ما تكون البروتينات الحيوانية، الفطريات، عث غبار المنزل و بعض أنواع الغبار.
حيث تصبح خلايا الشعيبات الهوائية أكثر حساسية للمسببات و تؤدي إلى رد فعل ربوي إذا تعرضت لها.

٢. الربو الذي يبدأ عند الأشخاص البالغين

هذا المصطلح يطلق على الأشخاص الذين تبدأ أعراض الربو بالظهور لديهم بعد سن العشرين، هذا النوع يصيب النساء أكثر وهو أقل انتشارا من النوع الأول.
كما في النوع الأول يتم تحفيزه عن طريق مواد مسببة للحساسية أو الإصابة الحساسية بحد ذاتها حيث أن 50% من الأشخاص المصابين بهذا النوع تعرضو له بسبب الحساسية. عندما يكون المسبب المواد المسببة للحساسية و ليست الحساسية بحد ذاتها يطلق عليه اسم الربو الحقيقي، من هذه المواد الأدوية، المواد الكيميائية الموجودة في البلاستيك أو غبار الخشب.

٣. الربو المرتبط بالتمرينات الرياضية

إذا كنت تصاب بالسعال، الصفير أو عدم القدرة على التنفس أثناء أو بعد ممارسة التمرينات الرياضية فقد تكون تعاني من الربو المرتبط بالتمرينات الرياضية. من الواضح أيضا أن درجة اللياقة البدنية لديك هي عامل أيضا – حيث أن الشخص الذي يعاني من لياقة بدنية قليلة و قام بالركض السريع مثلا لمدة عشرة دقائق سوف يعاني من صعوبة في التنفس. على كل حال إذا كان سعالك، الصفير أو الشعور بالوهن غير مبرر فهذا يعني احتمال أن تكون مصاب بهذا النوع من الربو.
الخبر الجيد هو أنه مع أخذ العلاج المناسب فإن الأشخاص الذين يعانون من هذا النوع من الربو لن يحتاجو إلى أن يقلصوا من نشاطهم الرياضي أو التخلي عن طموحاتهم الرياضية فمع العلاج المناسب يستطيع المصاب ممارسة الرياضية بالدرجة التي يريدها فعلى سبيل المثال فاز مارك سبيتز بتسعة ميداليات أولومبية ذهبية للسباحة خلال عام 1972 وكان يعاني من الربو المرتبط بالرياضة.
80% من الأشخاص المصابين بالربو ذو الأنواع الأخرى يعانون من أعراضه عند ممارسة الرياضة و لكن مصابي هذا النوع لا يعانون من الأعراض دون ممارسة الرياضة.

٤. الربو المرتبط بالسعال

الربو المرتبط بالسعال هو من أصعب أنواع الربو تشخيصا. على الطبيب أن يستثني الاحتمالات الأخرى كالتهاب الشعيبات الهوائية المزمن، أمراض الجيوب الأنفية أو حمى القش حتى يصل بالنهاية إلى هذا التشخيص حيث أن المريض لا يعاني من أي أعراض أخرى سوى السعال و الذي من الممكن أن يحدث في أي وقت ليلا أو نهارا.

٥. الربو المرتبط بالمهنة

هذا النوع مرتبط بمحفز في بيئة عمل المصاب. عوامل كالمواد الكيميائية، البخار، الغازات، الدخان، الغبار أو أي مواد أخرى قد تكون المسببة. كما أنها من الممكن أن تكون بسبب الإصابة بفيروس الانفلونزا، الطين، المنتجات الحيوانية، الرطوبة و الحرارة. من العوامل الأخرى المهمة هو التوتر. هذا النوع من الربو يظهر عندما يبدأ الشخص بوظيفة جديدة وتختفي الأعراض بعد فترة قصيرة من انهاء العمل.

٦. الربو الليلي

وهو الربو الذي يحدث في الفترة ما بين منتصف الليل إلى الساعة الثامنة صباحا. يتم تحفيزه بمسببات الحساسية الموجودة في المنزل كالغبار ووبر الحيوانات الأليفة أو بسبب حالات أمراض الجيوب الأنفية. هذا النوع من الربو قد لا يظهر أي نوع من الأعراض خلال فترة النهار. قد يتعرض المريض للصفير أو قصور التنفس عندما يكون مستلقي ولا يشعر بالأعراض حتى يستيقظ بسببها في الليل بالعادة ما بين الثانية و الرابعة صباحا.
أعراض هذا الربو قد تحدث مرة في فترات متقطعة أو بشكل متكرر خلال الأسبوع و للآن لم يتم معرفة مسببات هذا النوع.

٧. الربو المقاوم للستيرويد (الربو الشديد)

معظم مرضى الربو يستجيبون لأدوية الستيرويد الماخوذة عن طريق التنفس و لكن بعضهم الآخر مقاوم له وذلك لأن نظام المناعة المسبب لأعراض الربو قوي جدا.

ما هي مسببات الإصابة بمرض الربو؟

المسبب الرئيسي لمرض الربو غير معروف. نظريات كالعامل الجيني و البيئي هي الاحتمالات الأكبر ومن هذه العوامل:

– ميل وراثي للحساسية بعامل يسمى الحالة الاستشرائية (Atopy).
– إصابة الوالدين بالمرض.
– الاصابة ببعض الاتهابات التنفسية خلال فترة الطفولة.
– الاحتكاك ببعض مسببات الحساسية المتواجدة في الهواء أو التعرض لبعض الاتهابات الفيروسية لدى الرضع عندما يكون الجهاز المناعي في طور النشأة.
– إذا كانت الحالة الاستشرائية أو الربو موجود في عائلتك فإن التعرض للعوامل المهيجة كدخان السجائر قد يكون أكثر تأثيرا على شعبك الهوائية من غيرك.

إذن المسبب الرئيسي للربو ما زال قيد الدراسة و لكن من الأشخاص الأكثر عرضة له؟

الربو قد يصيب الأشخاص في كل الأعمار و لكنه على الأغلب يبدأ في مرحلة الطفولة لذا فإن الأطفال الذين يسمع لديهم صوت صفير عادة ولديهم التهابات تنفسية هم الأكثر عرضة للإصابة بالربو الذي يبدأ و يستمر بعد سن السادسة، وبالطبع الأشخاص الذين أحد والديهم أو كلاهما مصاب بمرض الربو هم أكثر عرضة.
الأطفال الذكور هم أكثر عرض من الاناث و لكن بعد البلوغ تكون النسب متساوية و لكن لم يتم حتى الآن التأكد علميا إن كانت الهرمونات الجنسية تلعب دورا بالتسبب بالربو.

ما هي العوامل التي تحفز أعراض الربو للظهور؟

كما ذكرنا سابقا أن أعراض الربو هي الصفير، السعال، تضيق في الصدر و قصور في التنفس ، لكن ما هي العوامل التي تحفز هذه الأعراض على الظهور:

من المهم أن تتحدث مع طبيبك الذي قد يساعدك على تحديد العوامل التي تحفز أعراض الربو على الظهور لتتجنبها و منها:
–    مسببات الحساسية من الغبار، فرو الحيوانات، الصراصير، الطين و حبوب اللقاح من الأشجار، الزهور و العشب.
–    المهيجات كدخان السجائر، ملوثات الهواء، المواد الكيميائية أو الغبار في أماكن العمر، عفش البيت و البخاخات (كمثبت الشعر).
–    الأدوية كالاسبيرين و الأدوية من نوع NSAIDs و ال beta-blockers.
–    الكبريتيت في الطعام و الشراب.
–    الالتهابات الفيروسية التي تصيب الجزء الاعلى من الجهاز التنفسي كالنزلات البردية.
–    النشاط الجسماني و يشمل التمرينات الرياضية.

تشخيص المرض

سوف يقوم طبيبك بتشخيص الربو بناء على التاريخ الطبي و العائلي، اختبار جسماني و نتائج اختبارات الربو.
كما سوف يقوم الطبيب بتحديد حدة المرض إذا كان متقطع، خفيف، متوسط أو شديد حيث ان خيارات العلاج تعتمد على حدته.
الاختبار الجسماني هو أن يقوم الطبيب بسماع النفس و ملاحظة وجود أعراض الربو أو الحساسية عند ممارسة نشاط جسماني و لكن تذكر انك من الممكن أن تكون مصاب بالربو حتى لو لم تظهر عليك الأعراض عند فحص الطبيب.
إذن هناك فحص تشخيصي يسمى باختبار وظيفة الرئه يسمى قياس التنفس spirometry لمعرفة مستوى عمل الرئتين. حيث يقوم بقياس كمية الهواء في الشهيق و الزفير وسرعة اخراج الهواء من الرئتين و من الممكن أن يقوم الطبيب بإعادة الاختبار بعد إعطائك العلاج من أجل مقارنة النتائج، حيث أنه إذا كانت قراءاتك أقل من الطبيعي و تحسنت بعد أخذ الدواء و تاريخك المرضي يشير إلى أعراض الربو فإن طبيبك سوف يقوم بتشخيص المرض.

قد يطلب الطبيب اختبارات أخرى مثل:
– اختبار مسبب حساسية لمعرفة أيها تؤثر عليك.
– اختبار استفزاز القصبية لمعرفة مدى حساسية قصباتك الهوائية.
– اختبار لاستثناء أمراض أخرى لديها أعراض مشابهه للربو مثل مرض الارتجاع، ضعف الحبال الصوتية أو توقف التنفس أثناء النوم.
– أشعة سينية للصدر الذي قد يساعد للتأكد من عدم وجود اجسام غريبة بالقصبات أو أمراض أخرى قد تسبب أعراض الربو.

علاج الربو

الربو من الأمراض المزمنة التي لا علاج لها و لكن يتم السيطرة عليه:
1)    تجنب حدوث الأعراض كالسعال و قصور التنفس.
2)    تقليل الحاجة لأدوية العلاج السريعة.
3)    مساعدة المريض على الحفاظ على مستوى عمل رئتين جيد.
4)    مساعدة المريض على التمتع بنشاط طبيعي و النوم الجيد في الليل.
5)    تجنب نوبات الربو و التي من الممكن أن تؤدي إلى زيارة غرفة الطوارئ أو البقاء في المشفى.

كيف تساهم في خطتك العلاجية ؟

– العمل مع الطبيب في علاج الأمراض الأخرى التي من الممكن أن تتعارض مع علاج الربو.
– تجنب محفزات أعراض الربو باستثناء النشاط الجسماني والذي يجب أن يكون في حياتك اليومية، تحدث مع طبيبك بخصوص الأدوية التي تسمح لك بممارسة النشاطات الجسمانية دون عناء.
– التعاون مع طبيبك لوضح خطة حياتية خاصة بوضعك الصحي كمرشدات لأخذ الدواء بشكل صحيح ، تجنب المحفزات، مراقبة مستوى سيطرتك على المرض، الاستجابة للأعراض و اللجوء للعناية الطارئة عند الحاجة لها.
أما بالنسبة للعلاجات فهناك نوعين منهم:

المسيطرات بعيدة المدى والمعالجات السريعة.

المسيطرات بعيدة المدى تساعد على تقليل التهابات القصبات الهوائية و منع حدوث أعراض الربو أما المعالجات السريعة فهي تقاوم الأعراض التي تحدث فجأة ، العلاج المبدئي المناسب لك يعتمد على درجة المرض و اعتماده او تغييره يعتمد على خطتك العلاجية و درجة نجاحها في السيطرة على أعراض المرض و منع ظهورها. إن من علاجات الربو أجهزة تستخدم تنفسيا لا بد أن تتحدث مع طبيبك عن الطريقة السليمة لاستخدامها.

كيفية التعايش مع المرض

هناك العديد من الأمور الواجب اتباعها للتعايش مع الربو
–    قم بتسجيل عدد المرات التي تظهر فيها الأعراض فهي ذات دلالة قوية على مدى سيطرتك على المرض، فإذا كانت الأعراض لا تظهر أكثر من مرتين في الأسبوع و لا توقظك من النوم لأكثر من مرة أو مرتين في السنة و إذا كنت قادرا على ممارستك نشاطاتك اليومية جميعها ولا تحتاج لأدوية العلاج السريع أكثر من مرتين في الأسبوع ولا تتعرض لأكثر من نوبة في العام تضرك إلى أخد الستيرويد عن طريق التنفس و ذروة تدفقك التنفسي تقل عن 80% من أفضل رقم مسجل لديك إذن فإن حالة الربو لديك مسيطر عليها.

المراجع

•    National Heart, & Blood Institute. National Asthma Education Program. Expert Panel on the Management of Asthma. (1991). Executive summary: guidelines for the diagnosis and management of asthma (No. 94). National Asthma Education Program, Office of Prevention, Education, and Control, National Heart, Lung, and Blood Institute, National Institutes of Health. •    National Heart, & Blood Institute. National Asthma Education Program. Expert Panel on the Management of Asthma. (1991). Guidelines for the diagnosis and management of asthma (No. 91). National Asthma Education Program, Office of Prevention, Education, and Control, National Heart, Lung, and Blood Institute, National Institutes of Health. •    Burney, P., Chinn, S., Luczynska, C., Jarvis, D., Vermeire, P., Bousquet, J., … & Paoletti, P. (1996). Variations in the prevalence of respiratory symptoms, self-reported asthma attacks, and use of asthma medication in the European Community Respiratory Health Survey (ECRHS). European respiratory journal, 9(4), 687-695.
شارك المقال

شاهد أيضاً

الإمساك

علاجات طبيعية للإمساك

يعتبر الإمساك من المشاكل الشائعة جداً وقد يعود سببه إلى الأطعمة التي يتناولها الشخص أو …