لا شك أن موضوع الإفرازات المهبلية مهم لدى العديد من النساء ولكنهن قد يخجلن من السؤال أو التحدث عنه. تعتبر الإفرازات المهبلية عاملاً مهماً في الحفاظ على صحة الجهاز التناسلي الأنثوي. تقوم الغدد الموجودة في المهبل و عنق الرحم بإفراز سوائل تعمل على إخراج الخلايا الميتة و البكتيريا وهذا يحافظ على نظافة المهبل و منع الالتهابات.
تكون الإفرازات المهبلية في معظم الأحيان طبيعية و قد تختلف الكميات و الرائحة و اللون (من الشفاف إلى الأبيض الحليبي) اعتماداً على الدورة الشهرية. على سبيل المثال: تزيد كمية الإفرازات المهبلية في أيام الإباضة، الرضاعة أو النشاط الجنسي. تختلف رائحة الإفرازات في حالة الحمل أو في حالة عدم الحفاظ على النظافة الشخصية بشكل جيد.
هذه التغييرات طبيعية، ولكن، قد يبدو اللون و الرائحة أو القوام مختلفاً عن العادة خاصة إذا كان مصاحباً بحكة أو شعور بالحرق فقد يدل على وجود التهاب أو حالة صحية أخرى.
مسببات الإفرازات المهبلية الغير طبيعية
أي تغيير في توازن البكتيريا الطبيعية في المهبل قد يؤثر على رائحة أو لون أو قوام الإفرازات. إليك بعض الأسباب التي قد تؤثر على هذا التوازن:
- استخدام المضادات الحيوية أو الكورتيزون خاصة عند استخدامها لمدة تزيد عن عشرة أيام
- التهاب المهبل البكتيري و هو التهاب أكثر شيوعاً لدى النساء الحوامل
- حبوب منع الحمل
- سرطان عنق الرحم
- الأمراض المنتقلة جنسياً مثل السيلان
- السكري
- التوتر
- استخدام الصابون المعطر أو فقاعات الاستحمام
- التهاب منطقة الحوض بعد العمليات الجراحية
- أمراض التهابات الحوض
- ضمور المهبل و هو أن يصبح جدار المهبر جافاً و رقيقاً خلال فترة انقطاع الطمث
- التهاب المهبل و هو تهيج في داخل أو المنطقة المحيطة بالمهبل
- التهابات الفطريات
- التهاب الإحليل و هو الأنبوب الذي يحمل البول من المثانة إلى خارج الجسم
متى عليكي مراجعة الطبيب فوراً؟
عند ظهور الإفرازات الغير طبيعية مصحوبة بإحدى هذه الأعراض عليكي مراجعة الطبيب فوراً
- الحمى
- ألم في منطقة البطن
- فقدان غير مبرر للوزن
- التعب
- زيادة عدد مرات التبول
أنواع و ألوان الافرازات المهبلية
هنالك العديد من أنواع الإفرازات المهبلية التي يتم تصنيفها ضمن مجموعات بناء على القوام و اللون. بعض أنواع الإفرازات المهبلية تعتبر طبيعية بينما العديد منها قد يدل على وجود حالة صحية تستدعي التدخل الطبي. لا يمكن الاعتماد على لون الإفرازات لوحده فحتى لون الإفرازات الأبيض قد يكون دلالة على وجود خلل ما فالأعراض الأخرى المصاحبة تلعب دوراً هاماً في التشخيص كذلك.
الإفرازات البيضاء
من الطبيعي ظهور إفرازات بيضاء في بداية أو نهاية الدورة الشهرية. إن صاحبت هذه الإفرازات وجود حكة أو إن كان القوام كثيفاً كأنه صلباً قليلاً فهذا دلالة على وجود التهاب فطري. وجود أعراض أخرى مثل الحكة أو ألم الحوض أو رائحة قد يكون دلالة على وجود التهاب بكتيري أو أمراض منتقلة جنسياً.
مائي و شفاف
الالتهابات المائية و الشفافة طبيعية وقد يحدث في أي وقت خلال الشهر و قد يزيد بعد ممارسة الرياضة.
شفاف و قابل للشد
إن كانت الإفرازات شفافة اللون و قابلة للشد أو قوامه شبيه بالمخاط فهذا دلالة على فترة الإباضة، هذا النوع من الإفرازات طبيعي جداً.
الإفرازات البنية أو إفرازات الدم
من الطبيعي ظهور الإفرازات البنية خلال فترة الطمث أو في نهايتها. ظهور بقع من الدم في الوقت الذي من المفترض أن يكون موعد الطمث فهذا قد يدل على الحمل. ظهور البقع خلال الفترة الأولى من الحمل قد يدل على الإجهاض و لكن ليس من الضروري أن يكون هذا دلالة على الالتهابات أو الإجهاض. إن ظهرت هذه الإفرازات لدى السيدات في الفترة ما بعد انقطاع الطمث فهذا قد يدل على وجود سرطان في أحد الأعضاء التناسلية. في حالات نادرة قد تدل الإفرازات البنية أو المصحوبة بالدم على وجود سرطان عنق الرحم في مرحلة متقدمة. لهذا من المهم القيام بالفحص الدوري كل عام. قومي بعمل فحص سنوي و دوري لمنطقة عمق الرحم و عمل pap smear حيث يمكن للطبيب النسائي فحص وجود أي أعراض غير طبيعية في منطقة الرحم.
الإفرازات الصفراء
قد يكون هذا النوع من الإفرازات طبيعياً أو دالاً على وجوج التهابات. بشكل عام عندما تكون الإفرازات الصفراء كثيفة أو مكتنزة أو ذات رائحة كريهة فقد تدل على وجوج التهابات مثل التهاب داء المشعرات trichomoniasis و الذي ينتقل عن طريق الممارسة الجنسية. بالرغم من أن العديد من النساء المصابات بالكلاميديا أو السيلان لا تظهر عليهن أي أعراض إلا أن هذا النوع من الإفرازات قد يظهر لديهن.
الإفرازات الخضراء
هذا النوع من الإفرازات عادة غير طبيعي و يدل على وجود التهابات. فالإفرازات الخضراء أو الصفراء الكثيفة و ذات رائحة فاسدة غير طبيعية دائمة و تدل على وجودج التهابات مثل داء المشعرات.
التشخيص
يبدأ الطبيب بأخذ معلومات عن التاريخ المرضي و الأعراض الحالية. قد تتضمن الأسئلة:
- متى بدأت الافرازات بالتغير؟
- ما هو لون الإفرازات؟
- هل توجد أي رائحة للإفرازات؟
- هل تعاني من الألم أو الحكة أو الشعور بالحرقة في المنطقة المحيطة بالمهبل؟
- هل تستعملين الفسولات المهبلية؟
قد يطلب الطبيب فحص عينة من الإفرازات أو ما يدعى pap test حيث يقوم بفحص خلايا من منطقة عنق الرحم و تحليلها.
العلاج
يعتمد العلاج على مسبب المشكلة. على سبيل المثال: يتم علاج الالتهابات الفطرية بالأدوية المضادة للفطريات عن شكل كريم أو جيل. أما الالتهابات البكتيرية فيتم علاجها بالمضادات الحيوية على شكل حبوب أو كريمات.
نصائح للوقاية من الالتهابات المهبلية
- حافظي على نظافة المهبل عن طريق الغسيل المتكرر للمنطقة باستخدام صابون غير مركز و خالي من الرائحة و الماء الدافئ.
- لا تستخدمي الصابون المعطر أو الدوش المهبلي. تجنبي البخاخات النسائية و فقاعات الاستحمام كذلك.
- بعد غسل المنطقة بعد استخدام الحمام قومي بتنشيفها من الأمام إلى الخلف لمنع البكتيريا من الانتقال إلى المهبل.
- ارتدي الغيارات الداخلية المصنوعة 100% من القطن و يفضل عدم ارتدائها خلال الليل.
- تجنبي ارتداء الملابس الضيقة، ملابس السباحة، شورتات الدراجات الهوائية لفترات طويلة.
- قد يسبب الواقي الذكري أو الجل القاتل للحيونات المنوية التهيج لدى بعض السيدات، استشيري طبيبك بخصوص وسائل تنظيم حمل أخرى.
- تجنبي الحمامات و الأحواض الساخنة.
- تناولي الألبان المحتوية على البكتيريا النافعة خاصة خلال فترة تناولك للمضادات الحيوية.
متى يمكن أن يكون الغسول المهبلي ضاراً؟
قد تسبب المواد الكيميائية الموجودة في الغسولات المهبلية تهيجاً في المهبل و تغييراً في التوازن الطبيعي للبكتيريا الطبيعية الموجودة في المهبل. كما يمكن أن تسبب الغسولات المهبلية انتشاراً للالتهابات إلى داخل الرحم و هذا قد يسبب زيادة في خطر الاصابة في التهابات منطقة الحوض و هذا النوع من الالتهابات قد يسبب العقم.
لا تحتاجين إلى الغسولات المهبلية للمحافظة على نظافة المهبل. تكون الرائحة التي قد تشميها عادة صادرة من المنطقة المحيطة بالمهبل، حافظي على نظافة هذه المنطقة باستخدام صابون مخفف و ماء دافئ و احرصي على تجفيفها بعد ذلك وهذا سيكون كافية لمنع الرائحة.
الإفرازات و الحمل
تؤثر هرمونات الحمل على إفرازات المهبل بحيث تزداد كميتها و في العديد من الحالات تشعر السيدة وكأنها تتبول وقد تصل لدرجة أن تظن السيدة أنها سائل الجنين.
الإفرازات و التقدم في العمر
ننصح أن تناقش السيدات في عمر انقطاع الطمث و ما بعده أي إفرازات مهبلية مع طبيبها الخاص. إن كانت الإفرازات بيضاء اللون و رقيقة بدون ظهور أي أعراض أخرى فهذا طبيعي. ولكن إن تواجدت أي أعراض أخرى أو رائحة أو نزيف فيجب على السيدة استشارة طبيبها فوراً.
المصادر
www.buoyhealth.com
www.familydoctor.org
www.healthline.com