تشير دراسات البحث العالمي الحديثة بأن تقارب فترات الحمل قد يزيد من خطر الإصابة بمرض التوحد لدى الأطفال.
شارك في الدراسات الحالية أكثر من ١،١ مليون طفل، و وجد الباحثون بأن المباعدة بين الحمل لفترات أكثر من ٥ سنوات، قد يرتبط بإرتفاع إحتمالية إضطرابات تطور الجهاز العصبي.
“بناءاَ على أفضل الأدلة المتاحة حالياً ، يبدو بأن الفترة المثالية للمباعدة بين الأحمال – الفترة الزمنية بين ولادة الأخ الأكبر سناَ و الأخ الأصغر سنا – هي من سنتين إلى ٥ سنوات، وذلك للحد من مخاطر التوحد” ، و ذلك بناءاَ على مؤلف الدراسة الدكتور أوغستين كوندي-اجوديلو وهو باحث في منظمة الصحة العالمية للمركز التعاوني في مجال الإنجاب البشري في جامعة فالي في كالي، كولومبيا.
واضاف الدكتور كوندي-اغوديلو “بأن الأسباب غير معروفة لوجود رابط بين التوحد الناجم من تقارب فترات الحمل و العجز في تطور الجهاز العصبي ” وأشار إلى أن العلماء يعتقدون بأن التغذية وعوامل أخرى قد تلعب دورا في ذلك.
ومع ذلك، لم تثبت الدراسة بأن فترات المباعدة بين الحمل سواءاً كانت طويلة أو قصيرة قد يُسبب فعلاً مرض التوحد، لمجرد أن هناك إجماع على ذلك.
و لقد نُشرت الدراسة على الإنترنت بتاريخ ٧ أبريل وفي عدد شهر مايو من مجلة طب الأطفال.
لقد تم تشخيص اضطراب طيف التوحد لكل طفل واحد من كل ٦٨ طفل أمريكي، وفقاَ للمركز الأمريكي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها.
ويظهر هذا الاضطراب عادةً قبل عمر الثلاث سنوات وغالبا ما يتضمن صعوبات في التنشئة الاجتماعية والتواصل الإجتماعي و السلوكيات المتكررة أيضاً. و في عام 2013، تم دمج جميع أنواع التوحد تحت مظلة واحدة، بما في ذلك متلازمة أسبرجر الأكثر إعتدالا.
معظم إضطرابات تطور الجهاز العصبي، بما في ذلك مرض التوحد، يُعتقد بأن سببها هو مزيج معقد من العوامل. وقال الباحثون في مذكراتهم بأن هذه العوامل تتضمن الوراثة، والبيئة، وصحة الوالدين و سلوكياتهم خلال فترة الحمل، و المضاعفات أثناء الولادة.
إستعرض كوندي-اجوديلو وفريقه سبع دراسات كبيرة و التي أشارت إلى وجود صلة بين تقارب فترات الحمل والتوحد. ووجد الباحثون بأن الأطفال الذين يولدون للأمهات اللواتي كانت المباعدة بين أحمالهن أقل من ١٢ شهرا ، كانوا عرضة للإصابة بالتوحد مرتين أكثر من الأطفال الذين يولدون لأمهات كانت فترة المباعدة بين أحمالهن ٣ سَنَوات أو أكثر.
و قد ذكرت ثلاثة من تلك الدراسات عن وجود صلة هامة بين تباعد الحمل لفترات طويلة والتوحد، وخاصة بالنسبة للنوعين الأكثر إعتدالاً، والتي كانت تسمى سابقا متلازمة أسبرجر واضطراب النمو المتفشي.
وفي الوقت نفسه، أظهرت النتائج أيضا بأن تباعد الحمل لفترات قصيرة كان مرتبطاَ بزيادة خطر تأخر النمو والشلل الدماغي، والتي يمكن أن تؤثر على حركة الجسم، و تناسق العضلات والتوازن.
و تكهن كوندي-اجوديلو وغيره من الباحثين من أن مستويات حمض الفوليك المنخفض لدى الأم خلال تقارب فترات الحمل قد يلعب دوراً في إحتمال زيادة خطر الإصابة بمرض التوحد. و فيتامين ب في حمض الفوليك ضروري للدماغ السليم و نمو النخاع الشوكي في الأجنة، و تُنصح النساء عادةً بتناول مكملات حمض الفوليك خلال فترة الحمل.
و قد يكون تباعد الحمل لفترات أطول مُرتبط أيضاً بمرض التوحد، وقال كوندي-اجوديلو بأن هناك فرضية بأن العوامل ذات الصلة مثل العقم والحمل غير المرغوب فيه و التهاب الحمل قد تؤثر على خطر الإصابة بمرض التوحد.
و أردف الدكتور بول وانغ، نائب الرئيس الأول ورئيس قسم الأبحاث الطبية لمُنتدى التوحد، بأن هناك حاجة إلى مزيد من البحوث لفهم كيفية تأثير التغذية على نتائج الحمل، بما في ذلك مرض التوحد. و أطلق وانغ على الدراسة الجديدة مُسمى “الإستعراض الدقيق للدراسات الأخرى حول هذا الموضوع”، وقال انه لم يتفاجئ بنتائجها.
المصدر