متى يجب أن أحمل رضيعي؟

متى يجب أن أحمل رضيعي؟

يمكنك سؤال ابنتك/ ابنة صديقتك عن إذا كانت تعرف أطفال مدللين وستبدأ بسرد الأمثلة الصادمة مع بعض الحسد فإحدى صديقاتها حصلت على 2000 دولار للتسوق والأخرى حصلت على سيارة فارهة في يوم ميلادها السادس عشر. ولكن إذا كنت أب/أم لرضيع حديث الولادة فلا تقلق بأمر الدلال الزائد الآن حيث لا يفسد الرضع بالدلال.

على عكس الأسطورة الشائعة في مجتمعنا وهي أنه لايجوز ومن المستحيل أن يحمل الأهل رضيعهم أو أن يستجيبوا لبكائه كثيرا. في الواقع خبراء نمو الأطفال يقولون أن الرضع يحتاجون إهتمام مستمر لإعطائهم أساسيات للنمو العاطفي، الجسدي والفكري.

مدير مؤسسة برازيلتون في مستشفى الأطفال في بوسطن ومتخصص في صحة نفسية الأطفال جي كيفن ناجينت علق قائلا: “التحدي لدى الرضع هو أن يعلموا أن العالم مكان يمكن الوثوق به والاعتماد عليه وأن احتياجته الأساسية سوف يتم تلبيتها، إن الاستجابة لبكاء رضيعك ليست دلال وإنما إستجابة لحاجات رضيعك”.

الأسطورة الأولى: دعي رضيعك يبكي قليلا

عندما يبكي رضيعك وهو التصرف الطبيعي للرضع أن يبكي بما يعادل ثلاث ساعات يوميا للأشهر الثلاثة الأولى أو أكثر إذا كان يعاني من مغص الرضع فهذا لا يعني أنه يحاول التلاعب بك فهو لا يعلم كيف يقوم بذلك بعد. إذن رضيعك يبكي لأنه جائع، متعب، يشعر بالوحدة أو لا يشعر بالارتياح وهذه طريقته الوحيدة لجعلك تعرفين بذلك.
تقول الدكتورة “باربرا هوارد” وهي أستاذ مشارك في قسم طب الأطفال في جامعة “جونز هوبكنز” في بالتيمور وعضوة في الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال أن الطفل المدلل هو من يتلاعب ولكن الرضع لا يعرفون التلاعب حتى يصبحوا بعمر تسعة أشعر عندها يقومون بالبكاء لجعلك تقوم بشئ يريدونه.

أثبتت الدراسات أن الرضع الذين تنمو لديهم الإحساس بالأمان من قبل القائمين على رعايتهم في عامهم الأول يصبحون أكثر استقلالية، أكثر ثقة بالنفس وأسعد لاحقا

تقنية العشر خطوات للتهدئة دموع رضيعك

بعد التأكد من أن رضيعك ليس جائعا أو بحاجة لتغيير الحفاظ أو مريض جسديا قم باتباع الخطوات التالية:

  • قومي بهزه على كرسي هزاز أو احمليه وارجحيه من جانب لآخر.
  • دلكي رأسه برفق شديد أو ربتي برفق على صدره أو ظهرة.
  • ارجحيه باستخدام بطانية كبيرة واحرصي على أن توجد تحته بطانية أخرى.
  • غني له أو تحدثي معه بصوت مهدئ.
  • شغلي موسيقى هادئة.
  • تمشي به وانت تحمليته، على عربته أو على الحمالة.
  • خذيه لرحلة جميلة بالسيارة.
  • ضعيه بجانب صوت متكرر بشكل لإيقاعي أو اهتزازي كصوت الغسالة أو المروحة.
  • قومي بتجشئته للتخلص من أي غازات عالقة.
  • حمميه حماما ساخنا (لا يحب كل الرضع هذا الخيار).

علقت الدكتورة “ديبورا كامبيلل” وهي مديرة قسم حديثي الولادة في مركز مونتيفيور الطبي في مدينة نيويورك قائلة: “عندما يتنبه الأهل لبكاء الرضيع فهم لا يستجيبون لحاجات الرضيع الجسدية فقط. فالرضع يتعلمون الإحساس بالأمان، الراحة، الرعاية والدفء بما يعطيهم الثقة للاكتشاف والتعلم.

في الواقع أثبتت الدراسات أن الرضع الذين تنمو لديهم الإحساس بالأمان من قبل القائمين على رعايتهم في عامهم الأول يصبحون أكثر استقلالية، أكثر ثقة بالنفس وأسعد لاحقا.

عندما يتجاوز الرضيع عمر التسعة أشهر يبدأ بتعلم فن الإقناع عندها يستطيع الأهل أن لا يستجيبوا لكل نداء بكائي كما ذكرت الدكتورة هوارد وهي أم لطفلين في الخامسة والثامنة وطفلين أكبر سنا لزوجها. وأضافت أن الأمر الهام هو أن لا تقدم ما يحتاجه الرضيع نتيجة لفورة ما حيث أن الرضع بعد عمر التسعة أشهر يتعلمون بسرعة. فلن يحتاج أكثر من بضعة مرات حتى يتعلم أن نوبة غضب ستؤدي إلى حصوله على البسكويت على سبيل المثال.

الأسطورة الثانية: أنتي تقومين بحمل رضيعك كثيرا

هناك تقنية تدعى رعاية الكنغر وجد فيها علماء رعاية حديثي الولادة أن حمل الرضيع الذي ولد قبل أوانه أقرب ما يمكن لجسم الأب أو الأم لديه العديد من الفوائد. منها أن درجة حرارة جسم الأب أو الأم تبقي الرضيع دافئا، القرب الجسدي يقلل من بكاء الرضيع، يساعد على تنظيم دقات القلب والتنفس، يحسن من اكتشاب الوزن ويؤدي إلى نتائج إيجابية على نمو الرضيع. وتنطبق ذات النظرية على الرضع الذين ولدوا في ميعادهم.

أضافت الدكتورة كامبيل أن رضيعك يشعر بالأمان عندما تحمليه ويكون مربطا كالحمالة مثلا حيث يشعر بدفء جسد الأب أو الأم ويسمع صوت نبضات قلبهم.

كما أن القرب يشجع إلى مزيد من التفاعل والتواصل بين الرضيع والأهل حيث أنه وبكل بساطة يصبح من المناسب أكثر التعرف على بعضكما. كما يشجع الخبراء أن يقوم الآباء بحمل الرضع باستخدام الحمالة لتشكيل علاقة حيث لم يحظوا بالرابطة منذ البداية التي يحصلن عليها الأمهات من خلال حمل الجنين في الرحم لمدة تسعة أشهر.

برأي الدكتورة هوارد أن الرضع سيتعلمون أكثر من لو تم إقصائهم في مكان لعبهم أو كرسي الرضع، يحب الرضع أن يتم حملهم طوال الوقت خاصة قبل قدرتهم على المشي حيث يستطيعون النظر حولهم ويستطيعون رؤية ما يفعله الوالدين وهو ما يرونه جذابا جدا وهذا جيد لنموهم العقلي.

عندما تتحدثين مع رضيعك وأنت تسيرين به من غرفة إلى أخرى فأنت تكونين الأساسيات للتطور اللغوي حيث أن تحدث الوالدين يساعد على بناء فهم للغة وشرحت الدكتورة كامبيلل وهي أم لطفلين في الثانية عشر والرابعة عشر أن الرضع الذين لا يحصلون على مهارات استقبالية جيدة لن تتكون لديهم مهارات تعبيرية جيدة.

الدكتورة هوارد قالت أنه لحسن الحظ ولسلامة ظهرك يحتاج الأطفال بعض الوقت على البطانية أو الأرض لاختبار قدرتهم الحركية ولكن كلما شعروا بالأمان أكثر عن طريق وجودك (بحملك لهم ورعايتهم في عمر مبكر) كلما كانوا أكثر راحة على الأرض لاحقا.

الأسطورة الثالثة: برمجة وقت الرضيع كلما كان أبكر كلما كان أفضل

يقول أطباء الأطفال أنه في عمر الأشهر الثلاثة الأولى من عمر الرضيع لا يستطيع تكوين أي برامج وقت أو روتين وهذا هو الوضع الطبيعي. بعض الرضع تكون احتياجاتهم أكثر من غيرهم ولكن التحدي لدى الآباء هو التعرف على احتياجات، شخصية ومزاج رضيعهم.

يضيف ناجينت أن رضيعك هو الدليل الوحيد الموجود لديك، إذا رأيته فرح بما تقدميه له إذن أنت تقدمين له ما يحتاجه. أما إذا كان ما يزال غير سعيد أو راض فهذا يعني أن عليك تغيير ما تقومين به.كل شئ بدءا من حركة العيون إلى أعلى صوت بكاء أو تغيير في اللون، النفور والرجفه هي أجزاء من القاموس الصغير لدى الرضيع ليقول لك أنه هذا أنا وهذا ما أريد.

الإرضاع عند الحاجة هو أمر حتمي. الرضع حتى الذين ولدوا قبل أوانهم سوف يشربون الحليب عند الجوع ويتوقفون عند الشبع. توقعي تغيرات سريعة فالرضع يتعرضون لتدفقات في النمو في عمر الأسبوعين إلى ثلاثة، شهرين إلى ثلاثة أشهر وستة أشهر ومن غير المحتمل أن يكون الرضيع يتناول ما يزيد عن حاجته ويصبح سمينا.

إن الشئ المنطقي تكوين نمط له هو النوم ليلا والقيلولات ولكن بعد عمر الثلاثة أشهر فقط عندما يتوقف الرضع عن الحاجة إلى الرضعات الليلية. وضع الرضيع للنوم في وقت محدد يساعده على تكوين الساعة الداخلية الخاصة به ويعلمه الإحساس بالنظام.

بشكل عام لن تقومين بإفساد رضيعك بالدلال بالسماح له بتجاوز الأنظمة في بعض الأوقات. في العادة يكون الأهل أكثر ميلا للإنجازات كما قالت الدكتورة هوارد وأضافت أنهم يكونون قلقين من أن يجعلوا أبناءهم أكثر إعتمادا عليهم وأقل قدرة على الإنجاز في مجتمعنا التنافسي ولكن يجب علينا التنبه لنموهم العاطفي أيضا. لقد أصبح عالمنا غارقا في الفكر الفردي والإستقلالية ولكننا فقدنا الترابط والتعاطف وهو يبدأ من البدايات، الطريقة التي ينمي بها أطفالنا الإحساس باللطف والتعاطف اتجاه الآخرين هي عندما يتم معاملتهم بلطف أولا.

مختصر هذا الحديث أن الرضع يستفيدون فقط من كل الحب والرعاية التي يستطيع الوالدين تقديمه لهم.

المرجع

موقع medicineNet.com
شارك المقال

شاهد أيضاً

مراحل الحمل

نصائح لكل أسبوع من الحمل

الأسبوع الأول استشيري طبيبك بخصوص تناول الفيتامينات المتعددة كمكملات غذائية في الصباح. عليك الحصول على …