اقترحت دراسة جديدة كبيرة أن الفتيات المراهقات اللواتي يتناولن كميات وفيرة من الألياف في طعامهن يكون لديهن خطر أقل للإصابة بسرطان الثدي.
نشرت الدراسة في الأول من فيبراير من هذا العام في مجلة أطباء الأطفال وهي لا تثبت أن الألياف بحد ذاتها تساعد على الوقاية من السرطان. ولكن قال الباحثون أن البحث قدم دلائل قوية أن استهلاك الألياف مرتبط بتقليل خطر الإصابة بسرطان الثدي وتعطي إشارة أن أكثر الأعمار أهمية هي في عمر المراهقة.
من الأطعمة الغنية بالألياف الخضار، الفاكهة، البقوليات والحبوب الكاملة.
فشلت معظم الدراسات السابقة في كشف العلاقة بين استهلاك الألياف وخطر الإصابة بسرطان الثدي. خلال السنة السابقة فقط اقترحت عدة دراسات وجود علاقة بينهما وفقا للدكتورة كاثيلين هاردين وهي المؤلفة المساعدة للمقدمة المنشورة مع هذا البحث.
تقول الدكتورة هارندين: “هذه النتائج الجديدة تضيف إلى أدلة أن الألياف قد تكون واقية لبعض السيدات وأن استهلاك الألياف في عمر معين قد يكون مهما”.
وفقا للدكتورة هارندين فإنه من المنطق البيولوجي أن يكون لتناول الألياف في عمر المراهقة أهمية فإنه الوقت الذي يكون فيه الثديين في طور النمو وكذلك الأمر لتركيبة الجسم. وضحت الدكتورة هارندين أن تركيبة الجسم مهمة لأن السمنة مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي بعد انقطاع الطمث.
شملت الدراسة الحديثة أكثر من 44000 ممرضة أمريكية ما بين عمر الثلاثين والأربعين عند وقت انتهاء الدراسة. سئلت المشاركات عن نظامهن الغذائي بدءا من مرحلة المدرسة بالإضافة إلى عادات أساليب الحياة المختلفة. خلال عشرين سنة أصيبت أكثر من ألف امرأة بسرطان الثدي.
بشكل عام وجدت الدراسة ان النساء اللواتي تناولن ألياف بشكل أكبر في مقتبل العمر لديهن خطر إصابة أقل بسرطان الثدي. النساء اللواتي كن من ضمن أكثر 20% من المشاركات تناولن الألياف في مقتبل العمر كانت احتمالية إصابتهن بسرطان الثدي أقل بنسبة 19% من النساء اللواتي كن من ضمن 20% الأقل تناولا للألياف.
لم تتناول أي من السيدات كميات مهولة من الألياف بل كان (حتى ذوات الاستهلاك الأعلى) استهلاكهن مقاربا للكمية التي ينصح بها الخبراء من الاستهلاك اليومي وهو 25 غرام في اليوم.
وفقا للدكتورة هارنيدين فإنه من الصعب التوصل إلى نتيجة أن الألياف بحد ذاتها تقلل خطر الإصابة. توصل الباحثون إلى عوامل أخرى مساعدة مثل الغذاء بشكل عام، وزن الجسم والتدخين ولكنه من الصعب تحديد أن الفائدة عائدة من مكون واحد.
الباحثة الرئيسية مريم فارفيد وهي عالمة زائرة في كلية هارفارد للصحة العامة أكدت على ذلك قائلة أن الأطعمة الغنية بالألياف تحتوي على العديد من المغذيات كذلك. ولكنها أضافت أن هنالك العديد من الأسباب التي تجعلك تتناول المزيد من الألياف فقد أثبتت العديد من الدراسات السابقة أن الألياف تساعد على تقليل احتمالية الإصابة بأمراض القلب، السكري وبعض أنواع السرطان.
قدمت الدكتورة هارندين نفس الفكرة: “هنالك العديد من الفوائد الناتجة عن تناول الأطعمة الغنية بالألياف فمن الجيد تغيير النظام الغذائي إلى الغني بالألياف فالجميع وبكل الأعمار سيستفيد”.
كما أضافت الدكتورة هارندين أن النتائج الأخيرة تؤكد على أهمية إضافة الألياف إلى غذاء الأطفال وقالت أن طريقة تذوقك للأطعمة المختلفة وفكرتك عن الغذاء الجيد تبدأ منذ الطفولة. وقدمت نفس المنصيحة للبالغين حيث قالت: “تناول الطعام الحقيقي وليس الكثير منه واجعله معتمد على المصادر النباتية بشكل كبير”.