وجدت دراسة سكوتلندية حديثة أن هنالك زيادة خطر بسيطة على صحة الطفل في الولادة القيصرية الثانية. وبالرغم من أن الولادة القيصرية مصحوبة بالمخاطر إلا أن الخبراء لاحظوا زيادة أعداد النساء اللواتي يلجأن للولادة القيصرية وهذا سبب القلق للعديد من المجموعات الطبية مثل الكلية الأمريكية للنسائية والتوليد والعقم.
في بداية عام 2014 أصدرت المجموعة ارشادات لتوجهات أكثر تحفظاً عند اختيار الولادة القيصرية (في حالة كان خياراً وليس اضطراراً طبياً).
علقت الطبيبة النسائية “جينيففير وو” من مستشفى لينوكس هيل في نيويورك (غير مشاركة في الدراسة) قائلة: “لديّ العديد من التحفظات على الأعداد المتزايدة للعمليات القيصرية إلا أن موضوع الولادة الطبيعية بعد القيصرية أصبح مسألة رئيسية في طب التوليد الحديث”.
إذن، في مفهوم الحالة الصحية بعيدة المدى، هل تؤثر طريقة الولادة على صحة الطفل المولود لأم سبق وأن أجرت ولادة قيصرية؟
للإجابة عن هذا السؤال قام فريق تقوده مايريد بلاك في جامعة آبيردين بتتبع البيانات الطبية للولادة الثانية ل40000 إمرأة في سكوتلاند. كانت الولادة الأولى قيصرية لجميع الأمهات. أما الولادة الثانية كانت إما ولادة قيصرية مخطط لها (باختيار الأم) أو ولادة قيصرية غير مخطط لها (لسبب طبي) أو ولادة طبيعية.
المعايير التي تمت دراستها لصحة الأطفال (الولادة الثانية): السمنة في عمر الخامسة، دخول المستشفى بسبب الربو، تناول الأدوية المعالجة للربو مع سن الخامسة، دخول المستشفى بسبب مرض القولون العصبي، السكري من النوع الأول، صعوبات تعلم، الشلل الدماغي، السرطان والموت.
أطفال الولادة الثانية الذين ولدوا قيصرياً سواء مخطط لها أو غير مخطط لها كانوا أكثر عرضة لدخول المستشفى نتيجة للربو مقارنة بمجموعة الأطفال الذين ولدوا طبيعياً ولكن لا تعتبر هذه الزيادة في الخطر هامة طبياً وفقاً للباحثين.
مقارنة بأطفال الولادة الطبيعية، كانت احتمالية الإصابة بصعوبات التعلم أو الوفاة أعلى لدى أطفال الولادة القيصرية الغير مخطط لها (وليس المخطط لها) وفقاً لدراسة نشرت في الخامس عشر من مارس 2016 في مجلة بلوس الطبية.
كتبت بلاك وزملائها: “يمكن للنساء الإطمئنان بعدم وجود خطر بعيد المدى على صحة ذريتها إن رغبت بالتخطيط للولادة القيصرية واستنتاجنا أن الدراسة تدعم عملية التخطيط للولادة القيصرية الثانية بطريقة تدعم خيارات ورغبات الأم”.
علقت الطبيبة وو ختاماً قائلة: “يجب على الأطباء والمرضى أخذ جميع هذه البيانات بعين الإعتبار عند دراسة الولادة الطبيعية بعد القيصرية والأهم دراسة عامل نجاح الولادة الطبيعية عند تقديم المشورة”.