إن الأطفال الذين يمارسون ألعاب الفيديو العنيفة قد يعانون من زيادة الأفكار العدوانية لديهم و الذي بدوره يزيد من التصرفات العدوانية لديهم. إن هذا ما هو إلا ملخص مقترح لدراسة تمت في سنغافورة.
في هذه الدراسه أظهر أطفال من عمر 8-17 عاما زيادة في التصرفات العدوانية. العامل المشترك بينهم أنهم يلعبون الكثير من ألعاب الفيديو العنيفة. التصرفات العدوانية التي ظهرت على الأطفال تتمثل بالضرب، الكره و الدفع بقوة . تمت هذه الدراسة على فترة ثلاث سنوات من ممارسة هؤلاء الأطفال الألعاب العنيفه. بينما أظهر الباحثون أن الأطفال الذين قلت فترة ممارستهم لهذه الألعاب قلت لديهم الممارسات العدوانية.
يرجع الباحثون سبب زيادة العدوانية إلى أن الأطفال الذين يمضون وقت طويل في هذه الألعاب تزيد لديهم الأفكار العدوانية. على سبيل المثال: لديهم ميل غريب في تفسير الأفعال الموجهه نحوهم كأن ينظروا إلى شخص يهزهم كأنه تصرف عدائي كما وضح الباحث كريغ أندريسون (عالم نفسي و بروفيسور في جامعة ولاية أيوا). كما أضاف أن هؤلاء الأطفال ينظرون إلى التصرف العدائي بأنه الحل المناسب للتفاعل مع أي شئ يثير غضبهم.
يقول الباحث أنديرسون: ” الأطفال و البالغين الذين يمارسون العديد من ألعاب العنف يتغيرون مع الوقت، يبدأون برؤية الحلول العدوانية هي الأفضل لمواجهة أي صراع أو ارهاق”
على كل حال أوضح خبراء لا علاقة لهم بالدراسه أن هذه الدراسه لها عيوب و أنا لا تضيف أي فائده علمية لمناقشة ان كانت ألعاب الفيديو العنيفه تزيد من العدوانية و هو أمر طال به الجدال. كما أنهم يرون أن باحثون آخرون يجب أن يتم السماح لهم لتحليل البيانات المتعلقه بالدراسه للتأكد إن كانوا سيجدوا نفس النتائج.
نقد الدراسة
الدراسات المتعلقه بموضوع ان كانت ألعاب الفيديو العنيفه تؤدي إلى العدوانية لدى الأطفال تم خلطها: حيث أوجد بعضهم رابط قوي بينهم بينما لم تبين دراسات أخرى أي رابط.
كريستيفور فيرجيوسن، أستاذ مشارك في علم النفس في جامعة ستينستون، و هو لم يكن من المشاركين في هذه الدراسه، قال أن البيانات المستخدمه تم استخدامها بالسابق لعمل رابط بين ألعاب الفيديو العنيفه و العدوانية و لكن هذا العمل تم انتقاده بالسابق.
كما قال فيرجيوسن: “بمجرد أن هذه البيانات قد تم اصدارها بالسابق و واجهت العديد من المشاكل لا أظن أن هناك الكثير ليهتم به الآباء أو أصحاب القرارات به” كما أضاف: “إن إحدى المشاكل في هذه الدراسه أنهم طلبوا من الأطفال أنفسهم تحديد مدى عنف ألعاب الفيديو و هذا وحده كاف لإثارة انحياز في النتائج”
لاحظ فيرجيوسن انه و بالرغم من ازدياد ألعاب العنف و كذلك الأفلام و برامج التلفاز من هذا النوع في العقود الأخيرة إلا أن درجة العنف لم تزيد. كما أنه قال: ” إذا كانت ألعاب الفيديو حقا لها هذا التأثير المباشر و الطردي كما كان من الممكن أن نراه في المجتمع و لكن هذا لم يحدث”.
أندريو برزيلالاسكي وهو طالب عمل مجتمع في جامعة أكسفورد البريطانية وافق على أن الدراسة ضعيفة حيث أن الأدلة التحليلية قليله مما يجعله من الصعوبة لتحديد إن كانت تصلح للمناقشه و الحوار.
برزيلالاسكي قال أن الدراسه لا تعطي رقم مهم كحجم التأثير و الذي يساعد على تحديد كمّ تأثير ألعاب الفيديو العنيفه على التصرفات العدوانية. إنه من المهم جدا حيث أن الباحثون ناقشوا إن كانت ألعاب العنف حقا تزيد من العدوانية أكثر من عوامل أخرى كالعنف من حول الطفل بجميع أشكاله أو مجرد كونه لديع أشقاء.
ماذا يستطيع أولياء الأمور أن يفعلوا؟
قال أنديرسون أن أولياء الأمور يجب أن يصبوا اهتمام شديد على عادات أطفالهم المتعلقه بالإعلام و الألعاب المحتوية على عنف كما تلك التي تحتوي على تحادث اجتماعي و التي من الممكن أن تؤثر على التواصل الاجتماعي الحقيقي.
و لكن فيرجيوسن لم يوافقه الرأي و قال: “اعتقد أن كل ولي أمر لديه الحق و المسؤولية ليقرر ما هو الأفضل لعائلته و كما أنه يجب احترام أن ما هو ناجح لدى عائله قد لا يكون ذو نجاح لدى عائلة أخرى، لذا من الأفضل فهم أن هذا قرار أخلاقي و ليس قرار صحي اجتماعي”.
نتيجة لكل هذه التناقضات قام برزلايلايسكي بالاتصال بالباحثين للدراسة الجديدة ليقوموا بنشر البيانات مع الآخرين للتوجه بهذه النقاشات نحو الأفضل. كما أنه أضاف أن هذه البيانات غنية جدا و هذه المنشورات تتيح العديد من التساؤلات عن كيف تم احصائها و إذا تم نشرها فإنه يمكن للجميع مشاهدة نفس الحقائق بدلا من المتاجرة يأيدولوجيا أفكار مسيرة”.
تم نشر هذه الدراسه بتاريخ 27/3/2014 في مجلة جاما للأطفال.