وفقاً للأكاديمية الأمريكية لعائلات الأطباء فإن التوتر هو طريقة طبيعية يقوم بها الجسم كي يحمي نفسه. يستعمل الجسم التوتر كرد فعل للتنبه للمخاطر مثل اقتراب سيارة مسرعة إلا أن التوتر الطويل الأمد يؤثر على الصحة الجسدية و العاطفية.
يقول الطبيب بول روش و هو رئيس الجمعية الأمريكية للتوتر و محاضر في كلية الطب في كلية نيويورك الطبية: “يستعمل الجسم التوتر كأسلوب دفاعي منذ مئات السنين ولكن ما يحدث اليوم أن هنالك مئات الأمور التي تسبب التوتر ابسطها الأزمة المرورية و للأسف أن جسمنا يتفاعل مع هذه الأمور بالتوتر و التي من الممكن أن تسبب ارتفاع ضغط الدم و الجلطات الدماغية و التقرحات في نهاية الأمر”.
كيف يؤثر التوتر على عقل و جسم النساء؟
قد يتفاعل كلاً من الرجال و النساء بذات الطريقة في العديد من المواقف ولكن هنالك بعض الفروقات في ردة فعل الرجال و النساء اتجاه التوتر. لا يعرف العلماء بالتحديد آلية هذه الفروقات و نتائج الدراسات في الواقع مختلفة. تقترح بعض الدراسات أن الاختلافات بين الدماغ و الجسم يجعل النساء أكثر تأثراً عاطفياً و جسدياً بالتوتر.
بينما يتفاعل الرجال مع التوتر بمبدأ الكر و الفر تتعامل النساء بمبدأ المناقشة و المفاوضة! يعتقد أن سبب هذه الفروقات وجود هرمون الأوكسيتوسين وهو هرمون مضاد للتوتر يتم إفرازه خلال فترات الإنجاب و الإرضاع ولدى كلا الجنسين النشوة الجنسية و لحظات الاتصال الإنساني.
بينت الدراسات أن الأحضان المتكررة من الشريك يزيد مستويات الأكسيتوسين و يقلل مستويات ضغط الدم لدى النساء. كما وجدت الدراسة أن النساء اللواتي يتصلن جسدياً مع الشريك قبل أي موقف مثير للتوتر كانت مستويات هرمون التوتر و نبضات القلب أقل.
كيف يؤثر التوتر على صحة المرأة؟
تزيد الضغوطات الاجتماعية و الأسرية و المنزلية على التوتر لدى المرأة. قد تختلف حالة التوتر باختلاف المسبب إن كان العمل أو الزوج أو الأطفال و غيرها. قد تعاني النساء من تساقط الشعر و اختلاف الدورة الشهرية في حالات التوتر. في الواقع قد تختلف تأثير التوتر على النساء من الصداع إلى تلبكات معوية أو ألم في الظهر.
يسبب التوتر:
أمراض المعدة
قد يجعلك التوتر تتناول كميات من الأطعمة السريعة للوصول إلى حد الإشباع. من مشاكل المعدة المرتبطة بالتوتر التشنجات، الانتفاخ، حرقة المعدة و القولون العصبي. استجابتك لهذه الأمور يؤدي إما إلى زيادة أو نقصان في الوزن.
تهيج الجلد
مشاكل نفسية
قد تكون حزن شديد أو تقلبات في المزاج و قد تكون مشاكل أكثر جدية مثل الاكتئاب، كما أن ارتباطك العاطفي يتأثر بوجود التوتر.
مشاكل في النوم
من الشائع جداً عدم القدرة على النوم أو تقطع النوم لدى النساء اللواتي يعانين من التوتر و هذا قد يزيد الأمر سوءاً لأن النوم الجيد يساعد على التقليل من التوتر.
صعوبة التركيز
يقلل التوتر من القدرة على التركيز و انجاز المهمات المنزلية أو في العمل وللأسف هذا أيضاً يزيد من حدة التوتر.
مشاكل في القلب
يؤثر التوتر بشكل سلبي على جهاز القلب و الأوعية الدموية بشكل عام كما أنه يساعد على الإصابة بارتفاع ضغط الدم و الجلطة الدماغية و النوبة القلبية.
تقليل كفاءة الجهاز المناعي
من أكثر المشاكل تعقيداً و المرتبطة بالتوتر هو أن جسمك يصبح أقل قدرة على مقاومة الأمراض.
كيف تستطيعين التقليل من التوتر؟
وجدت دراسة شملت 3000 شخص قامت بها الجمعية الأمريكية للبحوث السلوكية في كاليفورنيا أن 25% من مسببات السعادة تكمن في كيفية قدرة الشخص على التعامل مع التوتر و أن افضل استراتيجية للتعامل مع التوتر هي التخطيط.
إليكم بعض النقاط لمساعدتكم على التعامل مع التوتر
حسن من نظامك الغذائي. تناول الأطعمة المتوازنة و الابتعاد عن الأطعمة السريعة تساعد على التحسين من الصحة الفيزيائية و بالتالي ينعكس على الصحة النفسية.
خصص وقتاً لممارسة الرياضة. تساعد الرياضة على التعامل مع التوتر و الاكتئاب كما أن النشاط الجسماني يساعد على زيادة مستويات الهرمونات و المواد الكيميائية التي تحسن من المزاج.
جدي طرقاً للاسترخاء. مثل التواصل مع العائلة و الأصدقاء و ممارسة هيواتك المفصلة. وجدت بعض الدراسات أن ممارسة الهوايات التي تحتاج إلى تركيز مثل الرسم و الأعمال اليدوية أو الرياضات الأخرى مثل اليوغا و التأمل يساعد بشدة على التقليل من التوتر.
إذا كنت تعاني من توتر شديد و أثر سلباً على حياتك فعليك مراجعة الطبيب لإيجاد طرق للتعامل مع التوتر. يمكنك تعلم تقنيات جديدة تقوم بها بنفسك أو بالتعاون مع الإخصائي للسيطرة على التوتر.