حمية منخفضة الكربوهيدرات

دراسة جديدة: الحمية منخفضة الكربوهيدرات قد تكون أفضل من منخفضة الدهون

إذا كنت من الأشخاص الذين يرغبون في فقدان الوزن والحفاظ على صحة قلبهم في نفس الوقت فإن التقليل من الكربوهيدرات في غذائك قد يكون أفضل من التقليل الشديد للدهون كما اقترحت دراسة جديدة.
وجد الباحثون في دراسة سريرية صغيرة على بالغين يعانون من السمنة أن من اتبع نظام غذائي قليل في الكربوهيدرات خسر وزنا أعلى من أولئك الذين اتبعوا نظام غذائي قليل في الدهون وتمت مراقبة الوزن لديهم على مدار عام.
كما أن تحسن نسب الكوليستيرول وثلاثي الدهون لديهم كان أفضل كما نشر الباحثون في الثاني من أيلول في مجلة الطب الباطني.

إحدى الباحثين الدكتور تيان هو وهو زميل دكتوراه في الصحة العامة في جامعة تولان علق قائلا: “في المعدل خسرت مجموعة الكربوهيدرات الأقل 4 كيلوغرام أكثر من المجموعة الثانية وخسروا كتلة دهون أكثر من الجسم”.
وكما ذكرت الدكتورة لايديا بازانو وهي أيضا إحدى الباحثين أن العديد من الأخصائيين حذروا من الحميات منخفضة الكربوهيدرات على القلب فإن هذه الدراسة تنفي ذلك.الأشخاص الذين أجري عليهم البحث وكانوا من مجموعة الكربوهيدرات الأقل كان التحسن في مستويات الكوليستيرول وثلاثيات الدهون أفضل من المجموعة الأخرى والذي ممكن أن يكون (وكما يرى الدكتور تيان) بسبب النقصان الأكبر في الوزن أو بسبب الوجبات التي تحتوي على كمية أكبر من الدهون الغير مشبعة أو كما تسمى “الدهون الجيدة” ولكن لديه تحفظات قليلة حيث أن الدراسة أجريت لعام واحد فقط وهذا لا يعكس فعليا نتائج البحث على المدى البعيد لكلتا المجموعتين.

لاحظت سونيا أنجيلون وهي المتحدثة الرسمية لأكاديمية الغذاء والسكري أن مجموعة الحمية قليلة الكربوهيدرات لم تلتزم بشكل كامل بالتعليمات وهي عدم تجاوز 40 غم من الكربوهيدرات في اليوم أي ما لا يزيد عن قطعتين من الخبز ولكنهم في نهاية العام كانوا يتناولون ما يعادل 127 غم.
والتي علقت قائلة أنها تعتقد أن معظم الأشخاص يميلون إلى تناول كمية عالية من الكربوهيدرات لذا فإن التقليل منها واختيار النوع الجيد منها كالفواكه، الخضار، البقوليات والحبوب الكاملة هي فكرة سليمة. ولكن إحدى المخاوف بشأن الحميات المنخفضة الكربوهيدرات برأيها هو عدم الحصول على كمية كافية من الألياف. حيث أن النظام الغذائي المحتوي على كمية عالية من الألياف يساعد على منع أمراض القلب والعديد من الدراسات أكدت أن الألياف تساعد على خسران المزيد من الوزن. لذا فهي ترى أنه عوضا عن تقليل الكربوهيدرات إلى حد كبير يمكننا استبدال الكربوهيدرات المكررة (كالخبز الأبيض والمعكرونة) بالطعام الغني بالألياف.

شملت الدراسة الحالية 148 شخص بالغ يعانون من السمنة ولكن لا يعانون من أمراض القلب والسكري. نصفهم والذين تم اختيارهم عشوائيا اتبعوا نظام حمية منخفضة الكربوهيدرات والنصف الآخر كان نظامهم منخفض الدهون.
كلا المجموعتين لجؤوا إلى جلسات ارشادية مع أخصائيين غذائيين بحيث تم إخبار مجموعة الدهون القليلة بأن لا يتناولوا ما يزيد عن 30% من السعرات الحرارية اليومية من الدهون أما المجموعة الأخرى فتم تحديد الحد الأعلى من الكربوهيدرات في اليوم ب40 غم. في نهاية العام كانت كمية الكربوهيدرات اليومية لمجموعة الدهون الأقل 200 غم مقارنة ب127 غم للمجموعة الأخرى.
في النهاية التزم 82% من مجموعة الدهون الأقل بالحمية المطلوبة وكان التزام المجموعة الأخرى بنسبة 79%. بعد نهاية العام، كانت نسبة خسارة مجموعة الكربوهيدرات الأقل من الوزن 6 كيلوغرام مقارنة ب2 كيلوغرام فقط للمجموعة الثانية.
علق الدكتور تيان قائلا أن هذه النتائج لا تعني أن الحمية المنخفضة بالكربوهيدرات هي الأفضل ولكنها تعني أنها خيار جيد.

تعليق الدكتورة بازانو كان أنه وعلى الرغم من أن العديد من المشاركين في نظام الكربوهيدرات القليلة لم يلتزموا إلا أن النتائج كانت أعلى من المتوسط وأضافت أن الكمية المراقبة والنوع الجيد من الكربوهيدرات هي المفتاح وهو أفضل من التقليل الشديد منهم.

أما أنجيلون كان لها تخوف آخر للدراسة وهي أن المشاركين الذين يتبعون نمط حياة خامل لم يتم تشجيعهم على ممارسة الرياضة لعزل هذا العامل ولكن في الحياة الحقيقية لا بد أن يغير الاشخاص من نمط حياتهم ونشاطهم.
حيث أن العضلات تستعمل الكربوهيدرات كوقود. كما أنه من الصعب ممارسة الرياضة عندما تتبع نظام غذائي قليل الكربوهيدرات حيث أن الأشخاص الذين اتبعوا نظام غذائي قليل الدهون كان من الممكن أن يخسروا المزيد من الوزن إذا مارسوا الرياضة. في النهاية أكدت أنه على الأشخاص اتباع التغييرات الغذائية التي يحتاجونها على المدى الطويل وليس لخسران كمية معينة من الوزن. حيث أنه وبمجرد العودة للنظام الغذائي المعهود فإن الكيلوغرامات التي خسروها ستعود ثانية.

اتفق الجميع على أنه لا يوجد نظام غذائي يناسب جميع الناس. فعندما نتحدث عن صحة القلب فالعديد من الدراسات أثبتت أن نظام البحر الأبيض المتوسط الغذائي والذي يحتوي على نسبة عالية من الكربوهيدرات الجيدة والدهون الجيدة للقلب كزيت الزيتون هو خيار ذكي.

المرجع

موفع drugs.com
شارك المقال

شاهد أيضاً

العطش في رمضان

كيف نخفف من الشعور بالعطش في رمضان؟

يكون الشعور بالعطش في رمضان في أوجه خاصة خلال فترة الصيف عندما تزداد فترة الصيام …