صحتي | دليلك الأول لحياة صحية صحتي | موقع عربي صحي شامل يهتم بصحة الأسرة ويعرض المعلومات الصحية المفيدة
مقالات مشابهة
اقترحت دراسة جديدة أن نوع من أدوية حرقة المعدة والذي يدعى مثبطات مضخة البروتون قد يكون مرتبطاً بتلف الكلى على مدى الطويل. يستعمل هذا النوع من الأدوية عادة لعلاج حرقة المعدة وارتداد الحمض عن طريق تقليل إنتاج المعدة للحمض.
قال المؤلف الرئيسي-مساعد بروفيسور في علم الأوبئة في جامعة جونز هوبكينز في بالتيمور- : “الأشخاص الذين يستخدمون مثبطات مضخة البروتون أكثر عرضة للإصابة بأمراض الكلى المزمنة بنسبة 20-50% مقارنة مع الأشخاص الذين لا يستخدمونه “.
لم تثبت هذه الدراسة الرابط بين المسبب والنتيجة أي بين الدواء و مرض الكلى المزمن. و مع ذلك قال جرامز :”لقد وجدنا أن هناك زيادة في نسبة خطر الإصابة بأمراض الكلى وزيادة جرعات الأدوية. وهذا ما يدعم حقيقة النتائج”.
وفقا لدراسات سابقة فإن مثبطات مضخة البروتون كانت تستخدم من قبل أكثر من 15 مليون أميركي عام 2013 إلا أن 70% من أدوية مثبطات مضخة البروتون الموصوفة أستخدمت بطريقة غير صحيحة ويستطيع 25% مِن مَن يستخدم هذه الأدوية لفترات طويلة أن يتوقفوا عن تناوله دون أن يعانوا من زيادة في حرقة المعدة أو ارتداد الحمض .
أظهرت دراسات أحدث الرابط بين استعمال هذه الأدوية وأمراض الكلى المزمنة حيث تفقد الكلية قدرتها على تنقية الدم بشكل فعال .
وفقا للمعاهد الوطنية الصحية للولايات المتحدة فإنه ومع مرور الزمن تؤدي أمراض الكلى المزمنة إلى الفشل الكلوي أي أن المريض سيعاني من غسيل الكلى أو احتمالية زرع كلية.
في هذه الدراسة الحديثة استخدم الباحثون بيانات عن مثبطات مضخة البروتون المبلغ عنها ذاتيا والتي استخدمت بين أكثر من 10000 شخص يشاركون في دراسات وطنية عن تصلب الشرايين. قام الباحثون أيضا بتقييم البيانات من وصفات هذه الأدوية الصادرة من العيادات الخارجية من بين 25,000 مريض من نظام رعاية الصحية في بينزيلفينيا.
وضحت الدراسة من البداية أن هناك احتمالية من أن يكون لدى مستخدمي مثبطات مضخة البروتون من كلا المجموعتين مشاكل صحية مثل السمنة، ارتفاع ضغط الدم و مشاكل القلب.
ربط الباحثون في كلا المجموعتين زيادة خطر الإصابة بأمراض الكلى المزمن خلال 10 سنوات واستعمال مثبطات مضخة البروتون.
قارن الباحثون أيضاً بين الأشخاص الذين يستعملون الأدوية مرة واحدة يوميا وأولئك الذين يستعملونه مرتين يوميا ووجدوا أن استعمال مثبطات مضخة البروتون مرتين يوميا زاد خطر الإصابة بأمراض الكلى المزمنة إلى 46% مقارنة ب15% ممن يستعملونه مرة يوميا.
يقول جرامز: “لا يستطيع أحد أن يجزم كيف تدمر هذه الأدوية الكلى ولكن هنالك نظريتان محتملتان. قد تسبب هذه الأدوية انخفاض نسبة المغنيسيوم في الجسم ،ونقص هذه المعادن المهمة قد تدمر الكلية .كما أن الكلى قد تتلف مع مرور الزمن اذا عانى المريض نوبات متكررة من التهاب الكلى الحاد بسبب تثبيط مضخة البروتون .
وفقا للطبيب أرون سواميناث وهو مدير برنامج أمراض التهاب الأمعاء في مستشفى ليونيكس هيل في مدينة نيو يورك أن أطباء الجهاز الهضمي يحذرون بشأن استخدام الأدوية كونها مرتبطة بمشاكل صحية أخرى مثل كسر العظام والتهابات الأمعاء والالتهابات الرئوية. وأضاف أن الأطباء بدؤوا بتقييد كمية ومدة تناول مثبطات مضخة البروتون.
قال الدكتور كينيث ديفالت وهو رئيس الكلية الأمريكية لأمراض الجهاز الهضمي و رئيس الطب بعيادة مايو في فلا:”لأن الدراسة الجديدة ليست مجربة سريرياً فهي لم تثبت أن استخدام مثبطات مضخة البروتون تسبب أمراض الكلى المزمنة” وأضاف: “يستطيع هذا النوع من الأبحاث أي هذه الدراسات ذات البيانات الكبيرة في بعض الأحيان التبيه إلا أن شيئا ما يحدث ولكن لا نعرف اذا سنستطيع إثباته .”
ومن المحتمل أن مستخدمي مثبطات مضخة البروتون يصابون بأمراض الكلى المزمنة بشكل أكبر لأن غالبيتهم مصاب بأمراض أخرى.
قال جرامز أن مؤلفي الدراسة حاولوا المقارنة بين مستخدمي مثبطات مضخة البروتون ومستخدمي أدوية أخرى لمعالجة حرقة المعدة مثل صاد H2 وبين الباحثون أن المرضى في كلا المجموعتين مصابين بأمراض أخرى بشكل متساو إلا أن مستخدمي مثبطات مضخة البروتون كان خطر الإصابة بأمراض الكلى أعلى لديهم بنسبة 39%.
قال كلا من جرامز و ديفالت أنه وبينما أن هذه الدراسة لا ينبغي أن تؤدي إلى توقف استخدام مثبطات مضخة البروتون إلا أن الأشخاص الذين يستخدمونها بشكل منتظم عليهم استشارة أطبائهم حول ما إذا كانوا يحتاجونها بالفعل.
قال ديفالت:”إذ كنت لا تحتاج لهذه الأدوية فلا يجب أن لا تأخذها ولكن هنالك مرضى مصابين بارتداد الحمض بالإضافة إلى حرقة المعدة، هؤلاء يحتاجون لمتبطات مضخة البروتون للتخفيف من الأعراض لديهم”.
يقول سواميناث أن الأطباء قد يلجؤون لوصف الأدوية الصادة H2 وهو يراها أكثر أمانا وأقل سعرا فعالة لدى العديد من المرضى.
المرجع
